عرض المقال
هلاوس وطرائف الإخوان من كولومبيا إلى طالبان
2013-08-17 السبت
فى خضم الإجرام الإخوانى وفى عز الحزن والسواد الذى زرعته هذه العصابة فى كل بيت مصرى، من الممكن أن تبتسم وأنت تبكى من طرائف الإخوان وهلاوسهم السمعية والبصرية التى يبثونها على الجزيرة أو تويتر أو الفيس بوك، أحياناً تنتمى هذه الهلاوس إلى عالم الأساطير وهارى بوتر ومملكة الخواتم، وأحياناً أخرى تنتمى إلى عالم المصحات النفسية وعنابر الخطرين منافسة لإفيهات إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين. البداية مع العبقرى علاء صادق الناقد الرياضى السابق والقطب الإخوانى الحالى، يقول العبقرى فى تغريدة له على تويتر إن ما نشاهده على الشاشة من جرائم وحرائق من تدبير مرتزقة من كولومبيا استأجرتهم الإمارات لتخريب مصر وقتل الإخوان! كيف ومن أى إلهام همايونى ووحى خارق أيونى أتته وهبطت على فصوص مخه هذه الفكرة الجهنمية التى تخطت حاجز العبقرية بأسرع من الضوء، لا أتخيل ولا أستوعب ولا يمكن لكل ترامادول وبانجو وهيروين وأبوصليبة الأحراش الأفغانية والكولومبية أن «تونون» وتصنع بمفعولها الضارب ودخانها الأزرق هذه الهلاوس. الإخوان تخطوا مرحلة الإنكار وتجاوزوها بملايين السنوات الضوئية ولا يعترفون بما تنقله حواسهم من سمع وبصر وخلافه ويكذبونها حتى ولو تجسدت صوتاً وصورة ولحماً ودماً. تخيلوا آخر افتكاسات الإخوان اللوذعية عمن أحرق الكنائس إنهم أمن الدولة بالتعاون مع المخابرات، وذهب بعضهم إلى أبعد من هذا فقالوا إن المسيحيين هم من أحرقوا كنائسهم! وتجد لجان الإخوان الإلكترونية ومذيعى الجزيرة الصهيونية يدافعون بمنتهى الحماس ويروجون بمنتهى الهستيريا لهذه الفكرة المجنونة التى روجوها من قبل وخدعوا بها بعض الشباب المتحمس أثناء يناير 2011، تبريراً لاقتحام السجون وتفسيراً لحرق الأقسام، حين قال الإخوان إن العادلى ورجال الداخلية هم الذين فعلوا ذلك، وللأسف ظل هذا الوهم يكتب وينتقل كالعدوى على الألسنة وبالأقلام حتى صار الكذب حقيقة! ولا تستطيع أن تمنع نفسك من الضحك وسط كل هذا الخراب والحزن والدمار والأطلال على الكوميديا الإخوانية السوداء حين احتفت ميليشيات الإخوان على وسائل الاتصال الجماعى بقطع الإكوادور علاقتها الدبلوماسية مع مصر، وهى كما تعلمون دولة محورية وقطعها للعلاقات حدث جلل وخطب لو تعلمون عظيم رهيب مهيب مخيف مرعب لا بد أن ترتعد له الأوصال المصرية! وبالرغم من أن معظمنا لا يعرف بالضبط هل الإكوادور بلد أو أكلة بحرية، وبالرغم من أن فائدة الخبر الوحيدة أنه زف إلينا بشرى أن الإكوادور لديها وزارة خارجية، فإن احتفاء واحتفال جماعة الإخوان بهذا الخبر وفرحتهم العارمة به تشككنا فى أن هؤلاء الكائنات الإخوانية هاربون من عنبر العقلاء الخطرين! ولكى لا تصبح الصورة قاتمة ولتبديد الصورة الذهنية المعروفة عن الإخوان بأنهم لا يعرفون السخرية والضحك ويعانون من أنيميا الفكاهة، فقد قرر الإخوان التسرية عنا بهذا الخبر الذى انتشر كالنار فى الهشيم منطلقاً من منصة بوابة الحرية والعدالة على رؤوس الغلابة المصريين، الخبر يقول، وأنا جاد فيما أقول وليس ما سأذكره نوعاً من الهزار: «طالبان تشجب وتندد بفض الاعتصام»! طالبان الرقيقة كالنسيم، الهادئة كالخرير، الناعمة كالقطيفة.. خدش حياءها وهتك خدرها وجرح رومانسيتها فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»! الملا عمر بملامحه الملائكية لم يحتمل قلبه الرهيف أن يرى فض الاعتصام السلمى وهو الذى نفذ تلاميذه محاولة اغتيال طفلة كل جريمتها أنها تذهب إلى المدرسة! طالبان ذات السجل الإجرامى البشع تندد بمصر التى تحاول أن تتعافى من ضباع بشرية يقتلون بلا رحمة ويمثلون بالجثث بدم بارد.
إنها نكت سمجة وطرائف تثير الغثيان، ولكن ماذا تنتظر من فكاهة الإخوان غير هذا الهراء؟